اليوم تثير فكرة استجابة الفئران لموسيقي موتسارت نفس الجدل الذي أثارته فكرة تم طرحها عام 1993 م بأن الاستماع الي الموسيقي يجعل الانسان أكثر ذكاء ، و لو لفترة مؤقته .
و الآن يقول بعض الباحثين ان علاقة موسيقي موتسارت بتنمية الذكاء الانساني ليست سوي صرعة زائفة ، و رغم ذلك لم يتوقف الدارسون عن بحث التأثيرات الايجابية لموسيقي موتسارت ، ليس فقط في الانسان بل و الحيوانات أيضا .
و أخيرا توصلت ثلاثة مراكز بحثية إلي ان احدي سوناتات موتسارت تحسن آداء الفئران داخل المتاهة مع حدوث بعض التغيرات الكيميائية في هذه الفئران كذلك .
و تعد هذه النتائج دعما قويا لأنصار ما يعرف ب " تأثير موتسارت " رغم أن النتائج التي توصلت اليها لا ترقي الي المستوي العلمي الثابت خاصة في وجود المشككين فيها .
و من بين ما يقوله المشككون أن الفئران لا تستطيع سماع الكثير من موسيقي موتسارت لأن درجات الصوت أكثر انخفاضا من القدرة السمعية لهذه الفئران ، و يؤكدون علي أهمية التعامل بشكل نقدي مع هذه الدراسات دون الانبهار بها
و الضجيج المثار حولها .
و قام " كريستوفر كابريس " من جامعة هارفارد بتحليل 16 دراسة في عام 1999 م و خرج بعدها بأنه لا وجود لشئ اسمه تأثير موتسارت باستثناء ذلك التحسن في آداء الاختبار الخاص بالقدرة علي تحويل الصور البصرية .
و من الجدير بالذكر انه في يوليو 1998 م نشرت صحيفة Neurological Researsh دراسة ل " فرانسيز روشر " من جامعة ويسكنسون أخضعت الفئران لموسيقي موتسارت و هي داخل الرحم و لمدة 60 يوم بعد ولادتها و قد نجحت تلك الفئران غي اكمال المتاهة بسرعة أكبر و أخطاء أقل من الفئران التي تعرضت لموسيقي أخري أو للصمت أو للأصوات المرتفعة .
و أيدت هذه التجربة اثنتان أخريان نشرتا في نفس الجريدة في ديسمبر 2005 و مايو 2006 حيث دعمتا الفرضية الخاصة باجتياز الفئران للمتاهة بسرعة أكبر و أخطاء أقل .
و يطرح المعارضون لهذه الفكرة مجموعة من النقاط التي تدحضها مثل أن الفئران لا تسمع الا النغمات عالية التردد و هي أعلي مما يستطيع البشر سماعه ، و أن الفئران تولد صماء ، و رد الداعمون بأن الفئران تشعر بالترددات الموسيقية قبل سماعها و أضافوا أن للموسيقي بشكل عام و ليس موسيقي موتسارت تأثيرات واضحة في السلوك ، وظائف المخ ، المناعة ،و ضفط الدم في الفئران و البشر كذلك .